تشهد مدينة الدار البيضاء أزمة حادة نتيجة الانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب، خاصة في حي "ألماز"
بمقاطعة الحي الحسني. على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، يعاني السكان من انقطاع يومي للمياه يبدأ في التاسعة صباحًا
ويستمر حتى الرابعة عصرًا، مع عودة ضعيفة للصبيب في المساء، مما أثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، خصوصًا
في الطوابق العليا التي تكاد المياه لا تصلها إلا لساعات قليلة وبضغط منخفض.
السكان المتضررون عبروا عن غضبهم من خلال شكاوى متكررة وجهت إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات
الدار البيضاء-سطات، دون أن تسفر عن حلول ملموسة. وأشار بعضهم إلى اضطرارهم لتخزين المياه يوميًا لتلبية
احتياجاتهم الأساسية، فيما تعاني الأسر التي تضم أطفالًا صغارًا أو مسنين من تبعات أكبر جراء هذه الأزمة.
الشركة من جهتها بررت الانقطاعات بتزايد الطلب على المياه والموارد المحدودة، مشيرة إلى أن هذه الإكراهات
دفعتها إلى خفض تدفق المياه بنسبة 10% كإجراء وقائي، مع التأكيد على توجيه إشعارات للسكان عبر القنوات
المختلفة. إلا أن هذه التبريرات لم تقنع المتضررين، الذين يطالبون بحلول عاجلة تشمل تحسين شبكة التوزيع وضمان
وصول المياه للجميع بشكل منتظم.
ورغم الإعلان عن مشروع محطة لتحلية مياه البحر يتوقع أن يساهم في تعزيز الموارد المائية بحلول 2030، تبقى
الأحياء المتضررة بحاجة إلى إجراءات آنية للتخفيف من الأزمة الحالية. مع تزايد الضغوط الاجتماعية والنفسية، يلوح
السكان بإمكانية تنظيم وقفات احتجاجية إذا استمرت المشكلة دون حلول واضحة.
إرسال تعليق